إعلان

محمد سلام.. تذكرة السفر للمريخ ذهاب بلا عودة (حوار)

01:29 م الثلاثاء 08 ديسمبر 2015

محمد سلام

حوار_ علا محب:

"خرج ولم يعد" هو عنوان أحد روائع المخرج الكبير محمد خان السينمائية، ولكن الحديث في هذا الصدد ليس عن فيلم سينمائي ولكن عن شاب قرر "الذهاب إلى المريخ ولا يعود منه مجددًا"، بالطبع هذا القرار لا يرجع إلى الحالة الاقتصادية التى وصلت إليها مصر، ولا بسبب "زحام كوبري 6 أكتوبر" كما قال مازحًا.

ولكن الحقيقة أنه ذاهب طلباً للمعرفة والعلم والتميز عن غيره وخدمة البشرية، وذلك بمعايشه هذه التجربة الفريدة من نوعها. إنه المصرى العربى الوحيد فى تجربة "Mars One" فهو يمثل بذلك أكثر من 21 دولة عربية أي قرابة 300 مليون نسمة، الأمر الذي يضفي مزيد من الأهمية لتلك الرحلة.

فالفلك ودراسة الكواكب من العلوم التي انسحب العرب بأمجادهم من حقولها بشكل شبه كامل قبل عشرات السنين ويحاول الشاب محمد سلام الذى تحدثت عن تجربته العديد من وسائل الإعلام أن يعيد الأمجاد ولو بتجربة فردية، وقام فريق عمل (مصراوى) بمحاورته لإلقاء الضوء على هذه الرحلة التي تعد نهاية حياته على كوكب الأرض.

من هو محمد سلام؟

إسمى محمد سلام، أبلغ من العمر 32 سنه، من مواليد القاهرة. درست فى الكونسرفتوار ثم إلتحقت بكلية الإعلام لسنتين، ثم تركتها وقررت الإلتحاق بكلية نظم المعلومات، وبعد التخرج عملت فى مجال التسويق الرياضى لمدة تترواح ما بين 5 إلى 6 سنوات. أحب رياضة السله وشغوف بكل ما يخص المريخ والكواكب.

هل للمدرسة أو الدراسة عامة علاقة بشغفك بالكواكب وعلم الفلك ؟

للأسف لا، على الرغم من أنى كنت شغوف جدًا بمعرفة كل ما يتعلق بالكواكب فى سن مبكرة، إلا أن أحدًا لم يهتم به أو يحاول تنمية الأمر. فمثلا "كانت دايما هذه الأسئلة تدور فى ذهنى مثل ليه فيه كواكب تانية هو فى ناس تانية غيرنا؟ أو ليه فى 8 كواكب بس مش 100 كوكب؟ " ولكن للأسف لم أتلقى أى إجابات وبالتالى نسيت الموضوع وأكملت دراستى مثل أى طالب عادى.

كيف التحقت بـMars-One؟

بمحض الصدفة، أتذكر أن فى يوم ما من عام 2013 قررت عدم الذهاب إلى العمل، وظلت مقولة أن "الواحد بيعيش مرة واحدة..المفروض أعمل اللى أنا عايزه"  تردد على ذهني، وعلى الرغم أني كنت أبلغ حينها 30 سنه، إلا أن شغفى وولعى بالكواكب عاد من جديد فى ذهنى وقررت فعلاً عمل "بحث" أو حتى قراءة كل ما يتعلق بهذا العلم "المهمل" بالنسبة للمصريين.

وفعلا استمريت فى قراءة معلومات وأفلام وثائقية عن الكواكب وعن التطورات التى تحدث فى ناسا. وفى يوم 30/6/2013 دخلت على موقع الـ(بى بى سى) وقرأت صفحة مكتوب عليها "Mars-One" وكانت المفاجأة بالنسبة لي مدى التكنولوجيا التى وصل إليها العالم فى علم الفلك والكواكب، ومن ثم بدأت أقرأ عن الموضوع وعن كيفية الإلتحاق.

ما هى شروط الالتحاق بالبرنامج؟ وهل لها معايير معينة؟

على العكس لم تكن الشروط لها أى علاقة بالسن أو حتى نوع الدراسة ولكن يتعلق الأمر بتوافر بعض الصفات مثل "الفضول، حب المعرفة، القدرة على التأقلم والقدرة على العمل فى فريق".

ما هو السؤال الذى ما زلت تتذكره من مجموع الإختبارات التى مررت بها؟

سألنى أحد الخبراء النفسيين وخبرته لا تقل عن 20 سنه في المجال، فى جزء تقنى يتعلق بالذهاب إلى الفضاء. وعلى الرغم من دراستى للكتب والمعلومات التى أمدونى بها لم أستطع الإجابة على السؤال وأخبرته بمنتهى البساطة "معرفش". .ولكنه ظل يلح على قائلا "حاول ..تفكر" جاوبته "مش عايز أفتى" وكانت اجابته لي "واو" قالها منبهرا أنى لم أحاول أن أتحدث فى الموضوع دون سابق معرفة. وبالطبع هناك اختبارات أخرى منها تقنية والبعض الآخر نفسى ويظهر صفاتك الشخصية.

ما رأيك فى تأكيد العديد من نقاد وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) لم تقم بأية محاولات للذهاب إلى المريخ وأن هذه كلها "بروبوجندا"؟

مش صحيح، "ولكن المشكلة أننا وصلنا بسبب مواقع التواصل الإجتماعى إلى مرحلة أن أى حد يجلس فى بيته قرر أن ينشر أو يكتب أى شئ بدون أى معلومات مسبقة أو حتى خلفية. وده أمر محزن، فالغرب يفكر فى كيفية التعايش على كوكب آخر غير الأرض ونحن لا نفكر سوى في كيفية تكذيب تلك المحاولات أو ما توصل إليه الجنس البشرى".

لماذا ترغب في الذهاب للمريخ؟ اليست هذه خطوة تنتهي معها حياتك؟

"كل حاجة كبيرة بيكون ليها مخاطر اكبر بس الخطوة دى هتغير تاريخ البشرية زى أواخر الستينات مع الهبوط على القمر". ثانيا الناس بتاخد بالظاهر ولكن المخيم اللى هنعيش فيه ستقوم "Mars-One"  بإرساله المبكر الى كوكب المريخ قبل توجهنا بـ3 سنوات. وهناك سيكون فى رقابة 24 ساعة عن تطور الحياه ومعرفة نسب الأكسجين وكل ما يمكن أن يمد الإنسان بالعيش. وبالطبع اذا حدثت أى مشكلة ستعمل الناس على تأجيل الرحله الا حين التأكد من كل شى. "ده لما حد فينا بيطلع الساحل بيعد يجهزله اد كده، فما بالك الذهاب الى المريخ"

ما هي التطورات التي وصل إليها البرنامج حتى الآن؟

بعد التصفيات تم اختيارى ضمن 100 شخص حول العالم، ومن ثم سيتم إعادة تصفية المائة حتى يصل العدد 24 فرد فقط سيتم تدريبهم لمدة 10 سنوات قبل الذهاب الى المريخ، وفى هذا الوقت يجب على كل فرد الحصول على الدكتوراه فى مجالي الطب أو الهندسة، وتعلم أشياء أخرى مثل النجارة والزراعة حتى القدرة على "الحلاقة" وكل ما يخص الأعمال اليومية وذلك لتسهيل حل أى مشكلة قد تطرأ أثناء الرحلة.

هل سيتم معايشة التجربة قبل التوجه؟

بالطبع ولمدة 3 أشهرمن كل عام على مدرا 10 اعوام، حيث سيتم إنشاء مجموعات تعايش كل واحدة مكونة من 4 أفراد سيقومون بالذهاب الى إحدى الصحاري في ألاسكا أو غيرها ومن ثم عزلهم تمامًا، وحتى الاتصالات بالقادة فى المركز ستتأخر20 دقيقة حتى تحاكى واقع كوكب المريخ.

ما هو الدور الأساسى بعد التوجه إلى المريخ؟

"فى اسئلة كتيرة العلماء مش قادرين يردو عليها, المريخ كان كوكب عليه ماء ووديان واخضر وكان كوكب دافى اكتر من الارض ولذلك احنا محتاجين نعرف ازاى انتهى بيه الحال الى كوكب صحرا مفيهوش حياة وكمان شديد البرودة وياترى هل الارض كمان كام الف سنة هيبقى شكلها زى المريخ؟ ولو اه يبقى لازم نساعد فى ايجاد حلول لتجنب هذة المشكلة على الارض, ياترى فى عناصر تانية او معادن غير اللى نعرفها؟ هل فى اى شكل حياة مع وجود ماء على المريخ؟ هل شكل الحياة دا نفس الشكل والخصائص بتاعتنا؟ اسئلة كتيرة جدا مش بتخلص"
ثانيا التعايش على كوكب آخر، القدرة على التأقلم التام مع كوكب غير كوكب الأرض والقيام بكل الأعمال، بداية من زراعة الطعام ووصولا الى القيام بكل الأعمال التى تعودنا عليها.

هل فعلا سيتم التزاوج وإنجاب الأطفال؟

بالطبع لا فهذا الأمر فى منتهى الخطورة وخاصة أن المنظمة حذرت من الإنجاب لصعوبة الجاذبية، ربما يعتبر خطر على الأم، أو حتى وجود تشوهات للجنين بسبب التعرض للإشعاع

"الدنيا من غير ناس ماتنداس" انطلاقًا من هذا المثل، ألن تمل من وجودك مع 4 أشخاص فقط فى حالة ذهابك؟

ما هو عدد أقرب الناس إليك؟ 10 على سبيل المثال. الأمر لا يقاس هكذا. فهذا الطاقم المكون من 4 سيكونوا أصحابى وعائلتى وغير ذلك الإثارة وحب المعرفة وتجربة كل جديد على كوكب آخر لن يشعرك بهذا الفارق.

إختلافك قد يكون غريب على مصريين كثر ..والبعض قد يردد "ما تتجوز وتبنى حياتك أفضل"؟

"انا مش هوقف حياتى الطبيعية ولو ربنا اراد هتجوز لان مش ضامن انى اكون رائد فضاء او اروح المريخ لكن المحاولة فى عمل شئ جديد لازم يبقى غريب أو مختلف. الفراعنه صنعوا الأهرامات بناء على الفلك. ليه المصرى ميقدرش يفكر بعيد عن المعتاد أو المتوارث"، وأحب أضيف "الدول بتتقدم عشان بتغزو الفضاء يعنى أمريكا اتقدمت عشان راحت الفضاء مش العكس". وحياتى لم تقف عند هذا الحد، ولكنى أعمل وأجتهد فى مجال عملى مع الدراسة المستمرة لأخذ الدكتوراه.

ما هي أكثر الأسئلة "المستفزة" عن الموضوع سواء من الإعلام أو الآخرين؟

دخول البعض فى موضوع الدين أو الحكم على بأنى أحاول "الإنتحار" دون علم كافى بالتجربة وأهميتها للجنس البشرى، "أنا عارف دينى كويس".

ما هو الشيء الجديد الذي تحاول تقديمه؟

أحاول حاليًا استغلال فترة ما قبل الاختبار القادم المقرر العام القادم، وذلك بالتوجه للمدارس والجامعات والتحدث عن علوم الفضاء وأهمية استكشافه، أملاً في تنمية قدرة الأطفال القدرة على تحقيق أحلامهم " مش بقوله يبقى رائد فضاء لكن ازاى يحقق حلمه فى اى حاجة"  وأسعى قريباً أن أقوم بعمل برنامج زيارات لـ 100 مدرسة فى المحافظات المصري الـ 28 محافظة.

فيديو قد يعجبك: