حرب أكتوبر.. كيف ساهم علماء الأزهر في نصر أكتوبر
كتب-محمد قادوس:
في ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة عام 1973م، كان للأزهر الشريف ورجاله من العلماء والقادة دور كبير لمؤازرة الجنود على الجبهة والتقوا بالضباط والمقاتلين وهم صائمون ورفعوا من روحهم المعنوية والروحية لرفع الروح القتالية لدى أبطال القوات المسلحة وهم صامدون على الجبهة.
وتحدث الإمام الشعراوي-رحمه الله-في إحدى ندوات الدعم المعنوي التي كان يقدمها علماء الأزهر وشيوخه لجنودنا الأبطال في سيناء قبل الحرب، ليس وحده، بل كتيبة كاملة من العلماء والشيوخ والفقهاء وحتى الدعاة الصغار، يحشدون الرأي العام، يدفعون للجهاد، ينذرون المثبطين، ويبشرون المجاهدين بالشهادة... في السطور التالية نروي قصصًا لعلماء الأزهر ودورهم في الدعم المعنوي والنفسي لأبطال حرب أكتوبر.
الشيخ حسن مأمون يناشد العرب بقطع البترول
بعد نكسة 1967 كان الشيخ حسن مأمون شيخ الأزهر في تلك الفترة وحتى عام 1969م. وهو صاحب فكرة منع تصدير البترول للعدو، إذ وجه نداءً إلى الحكام العرب يطلب منهم فيه قطع البترول عن العدو ، فقال:" أيها المسلمون إن مصر لا تحارب إسرائيل وحدها، إنها تكافح العدوان الموتور، الممثل في أمريكا وبريطانيا"، وقد استجابت لهذه الدعوة السعودية وإيران والجزائر والعراق وقطر والكويت والإمارات.
ولم يتوقف جهاد الشيخ حسن المأمون على إصدار الفتاوى والدعوات فقط، إذ إنه زار الجبهة عام 1968 وعقد ندوات للجنود بالوحدات العسكرية، وقال: لعلي أُغبِّرُ قدميَّ في سبيل الله، قبل أن ألقى ربي.. أعيشُ هذه اللحظاتِ بين الصامدين والمجاهدين في الجبهةِ
الشيخ عبد الحليم محمود ورؤيا الرسول
لعل رؤية الشيخ عبد الحليم محمود لرسول الله صلى الله عليه وسلم أشهر ما ذكر في هذا الصدد، إذ رأى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه الصحابة والجنود وهم يعبرون خط بارليف وأخبر الرئيس السادات بذلك، وقد أسهمت تلك الرؤيا برفع الروح المعنوية للجيش المصري، ولم يتوقف بالطبع دور الشيخ عبد الحليم محمود على الرؤيا التي بشر بها فقط، بل كان يحمس الجماهير دائمًا ضد قتال اسرائيل وتحرير الأرض مبشرًا من يموت في هذه الحرب في الشهادة، ومنذرًا من يتخلف عنها بالنفاق، وأيضًا من ضمن فتواه في هذا الصدد سماحة للجنود بأخذ رخصة الإفطار بسبب حرارة الجو وحاجة الحرب لطاقاتهم الكاملة.
إمام الدعاة..الشيخ الشعراوي
كانت جهود الشعراوي رحمه الله الدعوية كبيرة في تلك الفترة، إذ ألتقى كثيرًا جنود الجيش المصري وحاورهم وثبتهم في القتال، وكان من ضمن العلماء الذين شاركوا في إعداد الجنود النفسي منبهًا دائما ان على الجيش أن يجمع بين قوة العقيدة الإيمانية وقوة الإعداد العسكري.
الشيخ الشعراوى سجد شكرا عندما علم بنكسه 1967 ، لماذا ؟
ويروي لنا الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر ورئيس جامعة الأزهر الأسبق، في حديث نادر المعجزات التي شهدتها حرب أكتوبر، ليؤكد لنا أن الله سبحانه وتعالى قد أنزل آياته ومعجزاته لتدعم الجنود في حربهم ضد إسرائيل عام 1973، فيقول عمر هاشم إن المعجزات التي كانت تحدث في صدر الإسلام وعلى يد الصحابة، حين تنبع الماء من بين أصابع النبي لسقيا الجيش أو يتحول جزل الحطب سلاحًا أو تتجمد الأرض تحت أقادمهم في بدر، ليست فقط معجزات لرسول الله صلى الله عليه وسل، ولا يصح لنا أن نقول: "هذا ما حدث للصحابة فأنى لنا بهم"، إذ وضح لنا الله سبحانه وتعالى بجلاء أننا إن سرنا على منهاجهم حقق لنا ما حقق لهم وهذا ما حدث في موقعة العبور ونصره التاريخي.
فيروي أحمد عمر هاشم أن الجيش الثالث عانى من الظمأ واشتدت به الحاجة للماء، فإذا بالله يفجر عينًا بالسويس وأخرى في سيناء بالقرب من عيون موسى حتى ينقذ الله سبحانه وتعالى الذين ظمأوا ولم يجدوا الماء فكانت إحدى خوارق العادات، وكذلك أيضًا غلبت رعاية الله وعنايته حساب كل الذين يحسبون المعركة، فيما يخص عبور خط بارليف، فيقول هاشم أن خط برليف قد أحكم صنعه من قبل خبراء من اليهود الأمريكان، بذلوا فيه أقصى ما يبذل في الوسع الإنساني وقالوا أنه من المستحيل أن يخترق ومستحيل العبور، فقال الخبراء أنه يمكن أن يتم العبور ولكن باستشهاد ستين ألفًا من الشهداء، وقال البعض أنه من الممكن أن يتم العبور بأربعين ألف شهيد، "تدرون بماذا تم العبور؟ بأقل من مائتي شهيد إكرامًا لله تعالى للفئة المؤمنة ونصرًا لهم وتأييدًا وهم أحياء عن ربهم يرزقون" وهذه إحدى خوارق العادات أيضًا كما يقول أحمد عمر هاشم.
فيديو قد يعجبك: