بيت المصريين.. رئيس جامعة القاهرة يفتتح مركز خدمات ودعم ذوي الإعاقة بالمدينة الجامعية
كتب يوسف عفيفي:
افتتح الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، اليوم، مركز خدمات ودعم ذوي الإعاقة بالمدينة الجامعية للطلبة، وذلك في إطار رؤية الجامعة بتحقيق مبدأ دمج الطلاب ذوى القدرات الخاصة في المجتمع الجامعي، ونشر ثقافة الدمج بين أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم والجهاز الإدارى والطلاب.
وبحسب بيان اليوم، صاحب فعاليات الافتتاح ترجمة بلغة الإشارة، وذلك بحضور ممثلو الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ومنظمة الأميديست، ومؤسسة حلم، ونواب رئيس الجامعة، والدكتورة جيهان المنياوي عميدة كلية العلاج الطبيعي والمشرفة على المركز، والطلاب متحدي الإعاقة.
وتفقد رئيس جامعة القاهرة والحضور، أنشطة وقاعات المركز، والمعرض الفني لطلاب الجامعة من متحدي الإعاقة، أعقبه عرض فيلم قصير عن دور وأنشطة جامعة القاهرة في خدمة طلابها من متحدي الإعاقة.
وخلال كلمته، قال الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، إن الجامعة لا تدخر جهدًا في رعاية ذوي القدرات الخاصة، وتقديم كل أوجه الدعم والرعاية والتشجيع لهم ليحتفظوا بتفوقهم وتميزهم، مؤكدًا أن ذوي القدرات الخاصة هم أشخاص متميزون ويجب التعامل معهم بما يليق بهم احترامًا وتقديرًا مثلهم مثل غيرهم، لافتًا إلى أن ذلك يأتي في إطار احترام جامعة القاهرة لأصحاب القدرات المتميزة.
وأكد الخشت، حرص الجامعة على رعاية أبنائها وبناتها من ذوي الإعاقة وإنشاء مركز لهم يجمع كل الأنشطة والفعاليات التي تقدمها الجامعة، ويذلل العقبات التي تواجههم داخل المجتمع الجامعي وخارجه، لتحقيق مبدأ التكافؤ بين الطلاب، وإتاحة جميع المقررات الدراسية بشكل يسمح بالدمج بين طلاب الجامعة لخلق فرص متساوية داخل سوق العمل.
وأضاف أن مركز ذوي الإعاقة يأتي تتويجًا لجهود عديدة تمت بجامعة القاهرة لدعم طلابها، مشيرًا إلى أن كلمة الإعاقة لا تمثل إساءة بل هي ميزة توضح التحدي الذي وضعنا فيه في الحياة، مؤكدًا ضرورة تغيير الخلفية الثقافية لكلمة ذوي الإعاقة.
وأوضح الخشت، أن الإنسان مخلوق في كفاح وتحدي، وأن كل منا لديه تحديات عديدة، مؤكدًا أن مفهوم الإعاقة واسع ولا يقتصر على الإعاقة البدنية، لافتا إلى أن الشخص الذكي الذي لديه إعاقة بدنية أفضل من الشخص الغبي الذي يمتلك جسد سليم وعقل أو تفكير معاق.
وأشار إلى أن جامعة القاهرة أتاحت الآن الفرصة أمام أي طلاب ذوي الإعاقة للإلتحاق بأي كلية بها لا تتعارض مع إعاقتهم، طالما استوفوا شروط الالتحاق بهذه الكلية، وهو عكس ما كان يتم اتباعه سابقًا من حيث اقتصار قبول الطلاب ذوي الإعاقة ببعض الكليات مؤكدًا أن جامعة القاهرة لها تاريخ قديم مع ذوي الإعاقة لكون أحد روادها هو الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي.
وأكد الدكتور الخشت، أن جامعة القاهرة متاحة للجميع دون أي تمييز، وهي بيتًا للمصريين جميعًا وللإنسانية بشكل عام، لأنها تم تأسيسها على مفهوم العقل، مشيرًا إلى الخطوات الجادة التي اتخذتها الدولة في ملف ذوي الإعاقة مثل صدور القانون رقم 10 لسنة 2018 لذوي الاعاقة.
وتابع الخشت: أن جامعة القاهرة حرصت على مسايرة منظومة التعليم الإلكتروني، وتم توزيع تابلت على الطلاب، وتعليمهم لغة الاشارة، واستخدام طريقة برايل وتوفير المحاضرات المسموعة المكفوفين، مخاطبًا الطلاب ذوي الإعاقة بأنهم ليسوا وحدهم من لديهم إعاقة لأن كل منا لديه إعاقة سواء كانت إعاقة بدنية أو نفسية أو إعاقة في التفكير، مؤكدًا أننا جميعا نواجه تحديات مهنية.
ومن جانبها، قالت الدكتورة جيهان المنياوي عميدة كلية العلاج الطبيعي والمشرفة على مركز خدمات ودعم ذوي الإعاقة، إن هذا اليوم يمثل حصاد جهود متواصلة على مدار 3 سنوات لافتتاح المركز ، لافتة إلى أن توجيهات ودعم الدكتور محمد الخشت رئيس الجامعة كانت مستمرة وغير محدودة لإنشاء المركز على أعلى مستوى بالشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني، بهدف الوصول إلى جامعة متاحة للجميع.
ومن جهته، أكد رامز المدير التنفيذي لمؤسسة حلم، أهمية مركز ذوي الإعاقة بجامعة القاهرة في بناء شراكات مع إدارات داخل وخارج الجامعة، موضحًا وجود عدد كبير من الطلاب أصبحوا على دراية بوجود المركز والخدمات المتاحة لهم، وتوفير الحرية للطلاب للحديث عن مشكلاتهم والتحديات التي قد تواجههم، مشيرًا إلى أن هذا المركز سوف يكون قدوة لباقي الجامعات داخل مصر وخارجها.
كما أكد المدير التنفيذي لمؤسسة حلم، أن جامعة القاهرة لها دور كبير في دعم ذوي الإعاقة قبل صدور القانون رقم 10 لعام 2018 لذوي الإعاقة، موضحًا أن جامعة القاهرة تمثل قدوة ومدرسة في مجالات عديدة.
ويهدف مركز خدمات ودعم ذوي الإعاقة إلى تحقيق رسالة الجامعة في تقديم خدمة تعليمية وأنشطة طلابية مميزة لهم، وإتاحة عدد من مباني الجامعة لتناسب متحدي الإعاقة، والتنسيق بين إدارات الجامعة العاملة بذات المجال والكليات لدعم الخدمات للطلاب من متحدي الإعاقة، وتوفير الخدمات التدريبية الخاصة بهم، وتذليل العقبات الخاصة بالتواصل معهم داخل الجامعة، وتدريب متحدي الإعاقة وفق احتياجات سوق العمل، إلى جانب تفعيل دور المركز كوحدة تدريبية خدمية في تقديم الخدمات الاستشارية والتدريبية للمجتمع الجامعي وغير الجامعي.
يذكر أن جامعة القاهرة أطلقت منذ عامين مبادرة لدمج ذوي القدرات الخاصة في المجتمع الجامعي من خلال تعليم لغة الإشارة لأعضاء هيئة التدريس والعاملين والطلاب لتسهيل الاتصال مع ذوي القدرات الخاصة من الصم والبكم، كما دعمت الجامعة الطلاب ذوي القدرات الخاصة لمسايرة منظومة التعليم الإلكتروني والتأكد من فاعليتهم في نظام التعليم عن بُعد بداية جائحة فيروس كورونا من خلال إتاحة المحاضرات والمصادر التعليمية المختلفة بأكثر من طريقة منها إعداد المحاضرات بلغة الإشارة للطلاب الصم والبكم، وإعداد محاضرات مسموعة للطلاب المكفوفين، وتحويل الكتب الدراسية إلى طريقة برايل، واستخدام برنامج القاريء الآلي للنصوص وغيرها من البرامج، كما وقفت الجامعة إلى جانب طلابها من ذوي القدرات الخاصة وقدمت لهم الإعانات المالية والعينية والتي تتمثل في شراء الأجهزة التعويضية والمقاعد المتحركة والسماعات الطبية بما يساعدهم على استكمال دراستهم الجامعية بشكل أفضل.
فيديو قد يعجبك: