السابعة والنصف صباحا.. حين توقفت الحياة بمعدية أبوغالب (أسرار وكواليس)

كتب - محمد شعبان:

معدية أبو غالب حلقة جديدة في مسلسل حوادث معديات الموت، تحصد أرواح الكبار والصغار دون هوادة، تحرم أم من أطفالها السبعة وتخطف حلم طفلة بالعودة ببضع جنيهات في يومها الأول بمحطة فرز الفاكهة، تلقي بفتيات في عمر الزهور في مواجهة الغرق وشدة التيار.

أم مكلومة تفترش الأرض على ضفاف الرياح البحيري تنادي على فلذة كبدها "تعالي يا حبيبتي" رافضة الانصراف لحين استخراج جثمانها تواسيها والدة الطفلة "جنى" التي خرجت للحصول على يومية تقترب من 200 جنيه فعادت ترتدي كفنها وعائلة فقدت 5 فتيات دفعة واحدة.

صباح اليوم الثلاثاء، كل شئ بدا مألوفًا إلا مياه النهر استعدادًا لاستقبال ضحايا جدد غالبيتهن في عمر الطفولة. السابعة والنصف صباحا وقفت معها الحياة حين غفل سائق ميكروباص عاملات عن إحكام الفرامل، انصرف عن الحفاظ على أرواح نحو 26 عاملة ودخل في شجار تلته كارثة حين سقطت السيارة في الرياح.

عم بشندي -اسم مستعار- لم يصدق ما أبصرته عيناه للتو وراح يصرخ بصوت جهوري "إلحق ياولااا.. ارمي العوامات والشبك" وإذ بالصياديين يقدمون الغالي والنفيس لإنقاذ أرواح قاصرات يقودهم التيار إلى قاع النهر العريق.

11 جثة استخرجها رجال الضفادع البشرية حتى الآن في حين نجت 9 من الموت بفضل تدخل الصيادين بينما تستمر أعمال البحث عن 7 ضحايا تحت الماء.

رواية السائق في حادث معدية أبوغالب

قوات الشرطة بقيادة اللواء محمد الشرقاوي مدير مباحث الجيزة ألقت القبض على سائق ميكروباص؛ لاتهامه بالإهمال والتسبب في سقوط السيارة من معدية أبوغالب وصاحب المعدية أيضًا، وتبين أنها تحمل اسم "المنيا 6" منتهية الترخيص منذ 10 أشهر تحديدا في أغسطس 2023.

ضباط المباحث الجنائية بقيادة اللواء هاني شعراوي يعملون على جمع خيوط القضية لكشف ملابساتها كاملة واستجواب السائق ومواجهته بأقوال شهود عيان وتركه المركبة للتشاجر مع آخر بدعوى معاكسته لعاملة تستقل السيارة قيادته قبل خضوعه لتحليل مخدرات وبيان قيادته تحت تأثير المخدر من عدمه.

وانتشلت الأجهزة المعنية السيارة المنكوبة من الرياح البحيري إثر سقوطها من معدية أبو غالب بمنشأة القناطر، اليوم الثلاثاء وسط استمرار أعمال البحث عن عاملات مفقودات.

في وقت سابق، قال مصدر أمني مسؤول بمديرية أمن الجيزة إن رجال الضفادع البشرية أنقذوا 3 حالات إصابة نقلت إلى أقرب مستشفى فارقت إحداهن الحياة.

اللحظات الأولى لفاجعة معدية أبوغالب

مصدر مطلع قال في تصريحات لمصراوي إن سائق سيارة ميكروباص كانت تقل عاملات بتغليف الفاكهة دخل في مشادة كلامية مع أحد الأشخاص أعلى المعدية فترك السيارة دون التأكد من سلامة الفرامة التي حدث بها عطلا تسبب في سقوط السيارة بمياه نهر النيل.

وحصل "مصراوي" على الصور الأولى من موقع انقلاب ميكروباص من أعلى معدية أبو غالب مركز منشأة القناطر.

مساعد وزير الداخلية يدفع بتعزيزات إضافية

اللواء جابر بهاء مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة للحماية المدنية دعم فرق إنقاذ الجيزة بتشكيلات من القليوبية والمنوفية في حين فرضت الشرطة طوقًا أمنيًا لتسهيل مهمة الضفادع البشرية.

صباح اليوم الثلاثاء تلقى مسؤول غرفة عمليات شرطة النجدة بلاغا بسقط ميكروباص من أعلى معدية أبو غالب في مياه الرياح البحيري.

مصدر أمني أفاد بأن السيارة كانت تقل أكثر من 20 عاملة أصل إقامتهن محافظة المنوفية في طريقهن إلى محل عملهم.

11 جثة

حالات الوفاة جاءت كالتالي: جنا إيهاب دبور 15 سنة، تهاني السيد عمر 40 سنة، جنا أحمد 13 سنة، روضة رجب علي 13 سنة، شهد محمد 15 سنة، ملك عادل صقر 14 سنة، يسري مجدي قاسم 14 سنة، هاجر أحمد 14 سنة، روان عيد 15 سنة وآلاء رمضان 18 سنة وجثة غير معلوم بياناتها.

9 ناجيات

الناجيات التسع هن: سميرة عبد العزيز محمد 36 سنة، صبحية صلاح علي شحاتة 49 سنة، سماح وحيد طلبة 20 سنة، ميادة رمضان محروس 17 سنة، أميرة ضياء علي 15 سنة، جومانا عرفة فتحي 13 سنة، نسمة محمد حسن 14 سنة، حبيبة دياب حسن 17 سنة، جنات أحمد لطفي 14 سنة.