إعلان

الطلب الأخير.. مأساة الفتاة "ندى" في عقار الساحل المنكوب

01:42 ص الأحد 04 أغسطس 2024

كتب - رمضان يونس:

الثالثة عصرًا؛ كان اللقاء الأخير بين "ندى" ووالدتها "أم محمد"، حينما طلبت الأخيرة من ابنتها شراء أغراض تحتاجها في منزلهما من محال بقالة ملاصق لبيتهما، حيث أن "المشوار" هذة المرة انتهى دون عودة الفتاة لحضن والدتها.

أمام محل البقالة وقفت الفتاة "ندى" 15 عامًا - تشتري من البائع ما طلبته والدتها من مستلزمات، دون سابق إنذار وقع صوت ارتطام شديد أمام المحل؛ تلاه غبار كاد يعمي العيون من شدته، لم ترد "ندى" حينها الطفلة لنداء جارها:"اجري يا ندى البيت بيوقع"، دوي الصدمة أصاب الفتاة بشلل مؤقت لثوان، إلا أنها استوعبت ما يحدث فهرعت نحو خلف ثلاجة مشروبات، عسى أن تصد عنها الأحجار والكتل الخرسانية التي تتساقط حولها من كل اتجاه، لكن كل محاولات تشبثها بالحياة باءت بالفشل عندما ارتطمت برأسها كتلة خرسانية، أسقطها أرضا وتوقفت معها أنفاسها.

خلف مستشفى الرمد، داخل شارع الشهيد صلاح حفني الذي تكاد تسده أكوام الركام، استندت والدة "ندى" على أطلال المنزل المنكوب تنادي ابنتها من تحت الأنقاض: قومي يا ندى.. قومي يا ضنايا"، وسط بكاء ونحيب مكتوم من جيرانها الذين لم تسعفهم الكلمات لمواساتها، فجأة قطع البكاء المكتوم؛ صراخ فتاة كانت رفيقة الطفولة للمتوفاة :" اطلعي يا حبيبتي يا ندى.. أطلعي يا قلب أختك.. ماتت قبل ما نروح ثانوي سوا".

الطفلة  ندي

نحو ثلاث ساعات ظلتها "ندى" تحت ركام عقار جيرانها المنهار، حتى عثرت عليها قوات الدفاع المدني جثة هامدة أسفل الأنقاض، جرى نقلها إلى مشرحة مستشفى معهد ناصر التخصصي، لحين توقيع الكشف الطبي عليها من قبل الطبيب الشرعى لتحديد أسباب الوفاة وكشف ملابساتها، وصدور قرار من النيابة بدفنها.

قوات الدفاع المدني بالقاهرة، انتشلت حتى الآن،3 جثامين كانت "ندي محمود" من ضمن الضحايا الثلاث، وسيدة عجوز "هالة محمد" كانت تقيم بمفردها داخل شقتها و "ياسر محمد" 39 عامًا، يعمل في مجال التعمير ـ مبيض محارة ـ جري نقلهم إلي مشرحة مستشفى معهد ناصر التخصصي، فيما لا زال البحث عن ضحايا آخرين.

الطفلة ندي 2

فيديو قد يعجبك: