بعد شهر من العملية البرية.. لماذا تسعى إسرائيل للانسحاب من لبنان؟
القاهرة- مصراوي
بعد شهر من المواجهة البرية ضد حزب الله، لم تتمكن خمس فرق عسكرية إسرائيلية، بالإضافة إلى لواء احتياط، من تحقيق أي تقدم أو تمركز في الجنوب اللبناني، وحسب تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية، فإن أكثر من خمسين ألف جندي، وهو عدد يتجاوز ثلاثة أضعاف القوات التي شاركت في حرب يوليو 2006.
ورغم القوة النارية الضخمة،لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي فشل في السيطرة على قرية واحدة في الجنوب اللبناني، حيث تتقدم القوات لكيلومترين أو ثلاثة قبل أن تضطر للتراجع، ويُظهر هذا التكتيك الذكي الذي يتبعه حزب الله.
وفقا للصحيفة العبرية، فإن تكتيكات حزب الله تستند إلى استراتيجية دفاعية متعددة، حيث تم وضع خطوط ثابتة وأخرى متحركة، يتم تحصينها بالأسلحة المضادة للمدرعات والدبابات.
ويستخدم حزب الله تقنية "الاختفاء"، حيث تعجز قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي عن تحديد مصدر النيران بشكل دقيق، الأمر الذي يعيق التقدم، حتى أن سلاح الجو الإسرائيلي لا يجد نفعاً كبيراً ضد القوات المتخفية في المناطق الجغرافية الصعبة، مما يدفعه إلى توجيه الضربات نحو البنى التحتية والمدنيين، حسب ما نشرته يديعوت في تقريرها.
الفشل في التقدم يُعزى أيضًا إلى الصعوبات التي تواجه الجيش الإسرائيلي في تحديد مواقع قوات حزب الله، حيث تتفاجأ القوات الإسرائيلية بكثافة النيران التي تواجهها عند كل محاولة للتقدم.
وهذه الحالة تُعد مفاجئة رغم اعتباره العدو الأول الذي يركز عليه الجيش الإسرائيلي استخباراتيًا، كما أن استخدام حزب الله للطائرات المسيّرة الصغيرة يمثل تحديًا كبيرًا؛ إذ أن القبة الحديدية غير قادرة على التعامل مع هذه المسيرات الصغيرة، خاصة في المسافات القصيرة التي تكون أحيانًا "صفر" ولا تجدي ضدها المضادات.
الصحيفة العبرية في تقريرها نقلا عن خبراء عسكريين، أشارت إلى أن حزب الله يعتمد تكتيكًا يسمح للقوات الإسرائيلية بالتقدم فقط لإيقاعها في كمائن، مشيرًا إلى أن هذا السيناريو يُعد الأصعب على القوات الإسرائيلية، حتى على فرق النخبة مثل جولاني والكوماندو.
ورغم إمكانية تحقيق جيش الاحتلال الإسرائيلي بعض التقدم نحو الجنوب اللبناني، إلا أن الخسائر البشرية المحتملة قد تكون باهظة، بما يفوق جميع خسائر الجيش الإسرائيلي منذ أواخر الأربعينات حتى اليوم، مما يجعله في موقف حرج أمام سيناريو شبيه بمعركة فردان الشهيرة بين الألمان والفرنسيين عام 1916.
يظهر التقرير أيضًا أن السلطات السياسية والعسكرية الإسرائيلية مترددة في الإقدام على خطوة تقدم عسكري، نظرًا لاحتمالية سقوط مئات الضحايا وما يصاحب هذا السيناريو من خسائر فادحة قد تشكل "كابوسًا حقيقيًا".
وتزداد هذه الصعوبة أمام قوات حزب الله المستعدة للموت دفاعًا عن أرضها. وهذا ما يدفع الجيش الإسرائيلي إلى إعادة التفكير بشأن أهدافه الاستراتيجية في الجنوب اللبناني، حيث بدأ يتراجع تدريجيًا عن فكرة تحويل نهر الليطاني إلى منطقة آمنة، مع استعادة حزب الله لتنظيم قواته العسكرية.
ونشرت هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية "مكان"، اليوم الأربعاء، ما تقول إنه "مسودة مقترح لوقف إطلاق النار في لبنان".
ووفقا لـ "مكان"، فإن اقتراح وقف إطلاق النار يدعو إسرائيل ولبنان إلى تنفيذ القرارين 1701 و1559، كما يلتزم الجيش اللبناني بمراقبة تنفيذ القرار 1701.
وأشارت هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية، إلى أن التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار سيتم خلال هدنة تستمر 60 يوما، موضحة أن إسرائيل تلتزم بسحب قواتها من لبنان خلال 7 أيام من بدء وقف إطلاق النار.
في المقابل، يبدأ الجيش اللبناني بالانتشار تزامنا مع انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي
وأفادت وسائل إعلام لبنانية، اليوم الأربعاء، بأن حزب الله أبلغ رئيس البرلمان اللبناني نبيه برّي، المكلف بالتفاوض مع المبعوث الأمريكي آموس هوكستين، بأنه وافق على هدنة تمتد لشهرين وتطبيق كامل للقرار 1701.
وقالت قناة "إم ت في" اللبنانية، إن حزب الله وافق على فصل جبهة غزة عن الصراع في لبنان والتراجع إلى ما وراء نهر الليطاني.
وفي وقت سابق من اليوم، قالت القناة 13 العبرية نقلا عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين كبار، إنه تم إحراز تقدم كبير على طريق التسوية في لبنان.
وأشارت هيئة البث العبرية، إلى أن المبعوث الأمريكي آموس هوكستين يعكف على صياغة مسودة اتفاق بين إسرائيل ولبنان، مؤكدة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي سينسحب من لبنان خلال أسبوع وسيستأنف عملياته في حال جرى خرق الاتفاق.
وذكرت القناة 12 العبرية، اليوم الأربعاء، أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبدى موافقته على تسوية في لبنان تضمن عودة الإسرائيليين إلى بلداتهم بأمان.
فيديو قد يعجبك: