إعلان

ماذا نعلم عن صاروخ قادر- 1 الذي أطلقه حزب الله نحو تل أبيب؟

06:00 م الخميس 26 سبتمبر 2024

ماذا نعلم عن صاروخ قادر- 1 الذي أطلقه حزب الله نحو

بي بي سي

استهدف حزب الله فجر الأربعاء الماضي ضواحي تل أبيب في تصعيد جديد، حيث أعلنت الجماعة استهداف مقر قيادة المخابرات الإسرائيلية "الموساد".

وقال حزب الله في بيان له إن القصف "استهدف المقر المسؤول عن اغتيال ‏القادة، وعن تفجيرات البيجرز وأجهزة اللاسلكي".

كما أكد الجيش الإسرائيلي من جانبه أن نظام الدفاع الجوي اعترض صاروخاً باليستياً متوسط المدى قادماً من لبنان باتجاه تل أبيب. وهذه هي المرة الأولى التي يستهدف فيها حزب الله تل أبيب حتى الآن.

1_11zon

صاروخ "قادر ١"

تمت هذه الضربة بنوع من الصواريخ أطلقوا عليه اسم "قادر 1" وهو نسخة محسّنة من صاروخ "شهاب-3" الباليستي، لم يكن مؤكدا من قبل امتلاك حزب الله له.

يقول خبير الأسلحة البريطاني هاميش دي بريتون جوردون إن حزب الله يمتلك عددًا قليلاً من هذه الصواريخ، وهي تكنولوجيا قدمتها إيران، وقالوا إنهم استهدفوا الموساد، في تل أبيب. أعتقد أن هذه خطوة تصعيدية بطريقة ما، ولكنهم لا يمتلكون كمية كبيرة من هذه الصواريخ الدقيقة، وهم يحاولون استخدام كل ما لديهم ضد الإسرائيليين للتسبب في أضرار".

هذا الصاروخ هو صاروخ باليستي متوسط المدى، مزود برأس حربي يزن ما بين 700 إلى 1000 كيلوغرام، صنع في إيران. وهو صاروخ ذو دقة عالية يستخدم ضد الأهداف السطحية. والرأس الحربي له من النوع شديد الانفجار.

وأعلنت السلطات الإسرائيلية عن وقوع ما وصفته بـ "أضراراً جسيمة لحقت بالممتلكات" نتيجة للهجمات الصاروخية في منطقة صفد شمال إسرائيل. حيث أطلق حزب الله عليها حوالي أربعين صاروخا.

2_11zon

رشقات صاروخية على عدة مناطق داخل إسرائيل

تأتي هذه الضربات بعد يومين من رشقات صاروخية أخرى أطلقها حزب الله على إسرائيل طالت عدة مناطق في الجليل الأعلى والأسفل، بالإضافة إلى جنوب شرق حيفا وعكا داخل إسرائيل.

استهدفت ضربة حزب الله منشآت استراتيجية مهمة، بما في ذلك قاعدة جوية ومواقع تصنيع الأسلحة.

ما اعتبره الخبراء تطورًا استراتيجيًا مهما في الصراع بين حزب الله وإسرائيل. هذه الضربة تُظهر القدرات العسكرية المتزايدة لحزب الله كما أوضح خبير الأسلحة هاميش دي بريتون جوردون الذي قال "يبدو أن الضربات غير موجهة، أو بعبارة أخرى ليست دقيقة. بعض الطلقات كانت بكميات هائلة لم نراها من قبل. أفترض أنها نسخة "تقليدية" إيرانية مشابهة لصواريخ غراد الروسية".

3_11zon

قصفت صواريخ حزب الله قاعدة رامات دافيد الجوية الإسرائيلية التي تبعد حوالي 50 كم عن الحدود اللبنانية.

وفي يوليو الماضي، نشر حزب الله مقطع فيديو يُظهر لقطات بطائرة مسيرة لقاعدة رامات دافيد، ما يشير إلى أن القاعدة كانت هدفاً معروفاً لحزب الله منذ ذلك الوقت.

وأعلن حزب الله الإثنين، أنه استهدف بعشرات الصواريخ المقرّ الاحتياطي للفيلق الشمالي، وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في قاعدة عميعاد ومُجمّع الصناعات العسكرية لشركة رفائيل المتخصصة في الأنظمة الإلكترونية والتكنولوجيا العسكرية، ويقع في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا.

وتعد هذه هي المرة الثانية منذ بدء المواجهات في 8 أكتوبر الماضي التي يستهدف فيها حزب الله هذا المجمّع العسكري الإسرائيلي.

تطور استراتيجي

وقد أكد أفيخاي أدرعي متحدث الجيش الإسرائيلي، في بيان عبر منصة "إكس" أن الجيش الإسرائيلي رصد سقوط أكثر من مئة صاروخ أُطلقت من لبنان، حيث سقط بعضها بالقرب من مدينة حيفا الشمالية.

وأظهرت العديد من الفيديوهات التي تأكدنا من صحتها مواقع الانفجارات مثل الفيديو الذي يظهر فيه حريق في مبنى وسيارات في كريات بياليك قضاء حيفا شمال إسرائيل.

أهداف مدنية

الفيديوهات أيضا أوضحت أن هجمات حزب الله هذه المرة لم تقتصر على مواقع عسكرية، بل امتدت لتشمل استهداف مناطق مدنية. وأشار جهاز الإسعاف الإسرائيلي، في بيان، إلى إصابة ثمانية أشخاص بشظايا إثر الصواريخ، فيما كانت الهجمات السابقة تركز على أهداف عسكرية.

4_11zon

صواريخ "فادي"

قال حزب الله إنه أطلق عشرات الصواريخ من طرازين أطلق عليهما "فادي 1" و"فادي 2" بالإضافة إلى كاتيوشا في أعمق هجماته الصاروخية حتى الآن داخل إسرائيل في الساعات الأولى من صباح الأحد.

ونشر حزب الله، فيديوهات يشرح فيها مميزات صاروخَي “فادي 1″، وفادي 2″.

صاروخَا "فادي1 "، و" فادي 2"، هما صاروخا أرض – أرض تكتيكيان يستخدمان في القصف المساحي – غير النقطي.

الصاروخ "فادي 1" يستخدم في القصف المكثّف لإرباك الأنظمة الدفاعية، كما يمكن إطلاقه من مرابض ثابتة ومتحرّكة، كما أنّ الصاروخ يستخدم في تعطيل خطوط الإمداد واستهداف القواعد البعيدة عن الخطوط الأمامية. ويتميّز الصاروخ “فادي 1” برأس متفجّر يزن 83 كلغ، وهو من عيار 220 ملم، ويبلغ طوله 6 أمتار، ويصل مداه إلى نحو 70 كلم.

وفي فيديو آخر نشره حزب الله، جاء فيه أنّ صاروخ “فادي 2” يحمل رأساً حربياً شديد الانفجار ما يجعله فعالاً ضد المواقع المحصّنة، سواء للبنية التحتية، والتجمعات الكبيرة للقوات المعادية. ويتميّز الصاروخ “فادي 2” برأس متفجّر بوزن 170 كلغ، وهو من عيار 302 ملم، ويبلغ طوله 6 أمتار، ويصل مداه إلى نحو 100 كلم.

وكشف حزب الله أنّ الصاروخين دخلا الخدمة عام 2006 خلال حرب يوليو.

أُطلق اسم الصاروخ تخليدا لاسم "فادي حسن طويل"، وهو عنصر في تنظيم حزب الله اللبناني يقول موقع الحزب إنه شارك في عدة مهمات تراوحت بين عمليات رصد واستطلاع وكمائن. وقُتل فادي مع بعض عناصر الحزب، في الثلاثين مايو عام 1987 في مدينة "جزين" بمنطقة "بيروت الغربية"، خلال ما تسمى "عمليات بدر الكبرى".

الحياة في حيفا بعد القصف

أدى القصف الصاروخي على مدينة حيفا إلى تعطيل المصالح الاقتصادية وعرقلة حياة السكان. تم إغلاق المقاهي والمطاعم، وانتقلت المدارس إلى التعليم عن بعد. كما توقفت الأعمال في الشركات التي لا تحتوي على ملاجئ، في حين اختارت شركات أخرى العمل من المنازل. وأغلقت العديد من المصالح الصغيرة والمتوسطة التي يعتمد عليها الاقتصاد الإسرائيلي بشكل كبير ويٌتوقع أن تفرض السلطات الإسرائيلية مزيدا من القيود في الأيام القادمة حفاظا على حياة مواطنيها.

وانتقلت مشفى رمبام، وهو أكبر مستشفى في شمال إسرائيل، للعمل في مواقف السيارات تحت الأرض، حيث تم تجهيزها مسبقًا لمثل هذه الظروف.

فيما شهد ميناء حيفا، تباطأ حركة الملاحة بشكل كبير خوفًا من تعرض الميناء للقصف أو احتمال تسلل عناصر من حزب الله من البحر.

يبدو أن الصراع بين إسرائيل وحزب الله دخل مرحلة جديدة، حيث تستمر الهجمات المتبادلة على جانبي الحدود، ويبدو أن الطرفين يستعدان لمواجهة طويلة.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: