حديث ومعنى (٢٠): "مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ"
كتب-محمد قادوس:
يقدم مركز الأزهر العالمي للرصد والإفتاء الالكتروني "خاص مصراوي" تفسيرا ميسرا لبعض الأحاديث النبوية الصحيحة والتي تتعلق بالصيام وشهر رمضان المبارك، ومنها حديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»..صحيح البخاري (2014).
وجاء في تفسير الدكتور أسامة أمين سيد بدوي، عضو مركز الازهر الشريف، أنه مما فضل الله تعالى به شهر رمضان المبارك: أن جعل فيه ليلة هي خير ليالي العمر، ألا وهي ليلة القدر، ففي هذه الليلة من شهر رمضان المبارك أنزل القرآن كاملًا من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا مرة واحدة، كما قال ربنا: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} ثم نزل مفرّقًا على النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاث وعشرين سنة.
وقال بدوي إن النزول له معان متعددة، فهو وإن كان يعني الانتقال والحركة من مكان إلى مكان فإنه أيضا له مَعْنَاهُ فِي غير الْحَرَكَة أَكثر مِنْهُ، كما يُقَال: نزل فلَان من معالي الْأُمُور ومكارمها إِلَى سفاسفها، وَيُقَال: نزل فلَان عَن رَأْيه، وَأنزل فلَان فلَانا عَن دَرَجَته ورتبته، وَقَالَ الله تَعَالَى {هُوَ الَّذِي أنزل السكينَة فِي قُلُوب الْمُؤمنِينَ}. والقدر بمعنى: الشرف العظيم أو التقدير، وله معان أخرى، فقيل من الضيق؛ ذلك أن الأرض تضيق من نزول الملائكة في هذه الليلة .. وقيل: لأن مقادير أعمال العباد تقدر فيها، وقيل: لأن من أحيا ليلها وصام نهارها صار ذا قدر عند الله، ويحتمل أنها سميت بذلك ملاحظة لهذه الأمور كلها.
وأضاف عضو الازهر للفتوى أنه في هذا الحديث النبوي إشارة عظيمة لفضل ليلة القدر، حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم جعل ثواب قيامها معادلًا لثواب من صام رمضان كله مؤمنا بفضله ومحتسبا أجره عند ربه، فمعنى قوله: إيمانًا: أي: مؤمنا بالله ومصدقا بأنه تقرب إليه (واحتسابا)، أي: محتسبا بما فعله عند الله أجرا لم يقصد به غيره. وقال القاري: أَيْ طَلَبًا لِلثَّوَابِ مِنْهُ - تَعَالَى - أَوْ إِخْلَاصًا أَيْ بَاعِثُهُ عَلَى الصَّوْمِ مَا ذُكِرَ، لَا الْخَوْفُ مِنَ النَّاسِ، وَلَا الِاسْتِحْيَاءُ مِنْهُمْ، وَلَا قَصْدُ السُّمْعَةِ وَالرِّيَاءِ عَنْهُمْ، وَقِيلَ: مَعْنَى احْتِسَابًا اعْتِدَادُهُ بِالصَّبْرِ عَلَى الْمَأْمُورِيَّةِ مِنَ الصَّوْمِ وَغَيْرِهِ، وَعَنِ النَّهْيِ عَنْهُ مِنَ الْكَذِبِ وَالْغِيبَةِ وَنَحْوِهِ، طَيِّبَةً نَفْسُهُ بِهِ، غَيْرَ كَارِهَةٍ لَهُ، وَلَا مُسْتَثْقِلَةٍ لِصِيَامِهِ، وَلَا مُسْتَطِيلَةٍ لِأَيَّامِهِ. وأسلوب الشرط هنا قد جاء ليثير انتباه القارئ، ويحرك عواطفه ومشاعره، فتستقر معاني الحديث وقيمه الخلقية، في أعماق النفس إيمانًا وتصديقًا وإخلاصًا، ابتغاء مرضاة الله عز وجل.
وأشار عضو الأزهر للفتوى الى أنه يستفاد من الحديث ما يلي:
1- اختصاص شهر رمضان الكريم بنزول القرآن.
2-معادلة قيام ليلة القدر بصيام رمضان في الثواب.
3-الأعمال من الإيمان.
4-فضل ليلة القدر.
5-الحث على اغتنام العشر الأواخر من رمضان.
فيديو قد يعجبك: