عمرو خالد: رمضان نقطة بداية وليست نهاية لتحصيل العبادات والروحانيات طوال العام

كتب- محمد قادوس:

حث الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي على الهمة في ليلة 29رمضان والتي قد توافق ليلة القدر، مشددًا على أن الأعمال بالخواتيم، ضاربًا المثل بالعمال الذين يوَّفون أجورهم في نهاية عملهم.

وأضاف في الحلقة الثامنة والعشرين من برنامجه الرمضاني "الفهم عن الله": "الغالب أن ليلة القدر 27 ولكن هناك أيضًا من يقولون إنها ليلة 29، وعلينا الإكثار من الدعاء مع مغرب يوم 28 رمضان، فشهر رمضان نقطة انطلاق وليس نقطة نهاية".

وتابع: "أحلى عبادة التي تكون في نهاية رمضان لعل هذا الدعاء يكون هو المستجاب، فلا يستهين أحد أبدًا بمقولة الأعمال بالخواتيم؛ فقد يفتح الباب في آخر لحظة".

ماذا بعد رمضان؟

ودعا خالد إلى النظر لرمضان على أنه يمثل نقطة انطلاق وليس نقطة نهاية، قائلاً: "هناك أناس كثيرون يظنون أن رمضان نقطة نهاية وهذا ليس صحيح؛ رمضان يمدك بكل احتياجاتك النفسية والروحية، والقوة الذاتية لتنطلق في الحياة مع الله ومع الناس ومع الإنتاج والحياة ومع العبادة أفضل. فيصبح رمضان وكأنه منبع طاقة تفرغ منه في باقي شهور العام، وعلينا أن نستفيد من هذه الفرصة العظيمة".

واستطرد خالد: "شهر رمضان شهر عظيم؛ أنزل الله فيه ملائكة من السماء وجبريل نازل من السماء. وهو شهر خير من ألف شهر، وفيه كنوز حسنات وعتق من النار، فلاينبغي أن تفتر الطاعة بعد رمضان ونعود للمعاصي، بل علينا الاستمرار في الطاعات".

خارطة طريق لما بعد رمضان

وكشف خالد عن خطة عمل لما بعد رمضان، تتضمن: "أولًا المحافظة على تقوى الله؛ فمن يريد معرفة هل قبل في رمضان أو لا، وعلامة تطمئن بها أنك أدركت ليلة القدر، انظر لنفسك خلال أول 15 يومًا بعد رمضان؛ لو وجدت نفسك من المتقين فقد فزت برمضان، لأن الغاية من رمضان هي التقوى قال الله: "كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ".

وتابع: "فإذا كانت علاقتك بربنا التوقف عن الذنب ونقطة الضعف التي كنت تعصي الله بها أو إذا وقعت فيها تسرع إلى التوبة، فإنك على طريق المتقين، والسر في ظهور نتيجة رمضان في شوال أن إبليس سيعود لممارسة عمله في الغواية بعد أن يكبل في رمضان، فيخرج يريد أن يثبت أنك إنسان سيئ، ولذلك يقول الله تعالى: "وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ"، أي أثبت أن ظنه السيئ في الإنسان المسلم أصبح صحيحًا بغوايته، وكأنه دفعهم فقط فسقطوا في المعاصي مرة أخرى؛ فعليك أن تكون قويًا وأكثر صلابة للعودة إلى الله ومنع المعاصي".

الهبوط المفاجيء بعد رمضان وعلاجه

وحذر خالد من "الهبوط من الهمة العالية بشكل مفاجئ بعد رمضان"، مقترحًا مجموعة من الخطوات:

- المحافظة على الصلوات الخمسة بما فيهم صلاة الفجر

- المحافظة على ورد الذكر، 700 تسبيحة في ربع ساعة

-أداء ركعتين قيام مرتين أو ثلاثة في الأسبوع، ركعتين في خمس دقائق فقط

-عليكم تقديم شيء إيجابي لخدمة الإسلام والمسلمين، كل في مجاله.

لا تسقط بعد رمضان

وأشار خالد إلى أن مجموع ما تقدّم من خطة طريق ما بعد رمضان كأنها رسالة أنك لم تسقط بعد رمضان، بل حافظت على طاقة رمضان الروحية للعبادة، قائلًا: "بعد رمضان علينا أن نتقي الله ونشكره على نعمته، قال تعالى: " اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا".

وختم خالد بذكر القاعدة الثامنة والعشرين من قواعد "الفهم عن الله"، وهي: "كل عبادة كبيرة هي نقطة انطلاق لمزيد من الإحسان في حياتك".

وناشد متابعي البرنامج باعتباره مرجعًا في حياتهم، يتذكرونه كلما ألمت بهم مصائب الحياة فيطالعون حلقاته ليستقووا بها على الحياة، وليزدادوا بها روحانية وقربًا من الله.
واختتم خالد ف نهاية الحلقة بذكر القاعدة الأخيرة: لو فتح عليك بمعنى من معاني القرب منه والفهم عنه فلا تكن أنانيًا، وتعيش بها لذاتك ولكن دل غيرك عليها ليتذوقوا حلاوة ما تذوقت".