إعلان

صفقة من أجل عشيقته.. كيف حاول مهندس الإفلات من عقوبة قتل زوجته مرتين؟

01:12 م الأحد 21 أبريل 2024

تعبيرية

كتب- أحمد أبوالنجا:

ما إن توفيَّ زوجها سارعت سلوى (اسم مستعار) إلى الاتصال بعشيقها لإعادة علاقتهما المُحرمة وبعد لقاءات عدة أنهى الأخير حياة زوجته ليتزوج عشيقته.

من واقع كتاب "أغرب القضايا" للمستشار بهاء أبو شقة، وكيل مجلس الشيوخ، نروي قصة مقتل سيدة على يد زوجها، وكيف فشلت حيلته للهرب من العقوبة.

البداية بقصة حب جمعت سلوى بشاب يعمل مهندس بمصنع في محافظة الجيزة، لكنها لم تُكلل بالزواج بعدما تعرفت على شخص ثري اصطحبها إلى أحد بلدان النفط تزوجته طمعا في ماله.

بينما المهندس (العشيق) تزوج من سيدة من أسرة لها جبروتها وسطوتها كما أن زوجته كانت قوية الشخصية شديدة البأس مسموعة الكلمة لايستطيع أن يرد لها قولا أو يعصي لها أمرا، تزوجها في لحظة يأس بعد زواج محبوبته وسفرها مع زوجها.

بعد فترة توفي الزوج الثري، ما إن عادت سلوى إلى القاهرة حتى سارعت بالاتصال بعشيقها وسال لعابه أمام ثرائها وما تكتنزه من أموال ثمنا لهذه الزيجة من ذلك الكهل الذي استبد به المرض.

كان المهندس مقهورا مغلوبا على أمره يحس في أعماقه بالذل والانكسار والمهانة والندامة لزواجه منها، لا يمل من الشكوى إلى أصدقائه المقربين طالبا منهم النصح والتفكير معه في مخرج من هذه الورطة، فنصحه أصدقائه بأن الحل الوحيد هو طلاقها، لكن العقبة التي كانت تحول بينه وبين ذلك هو مؤخر الصداق الكبير الذي التزم به، فضلا عن شيكات وقعها على بياض كانت تهدده دائما بها.

قرر المهندس التخلص من زوجته وبدأ التفكير في حيلة للهرب من قتلها.

بروتوكول ونظام المصنع الذي يعمل فيه المهندس يفرض على أي موظف أو عامل مهما كان مركزه بعد دخوله المصنع عدم الانصراف أو الخروج إلا بتصريح يسجل بدفتر البوابة الذي يلزم الجميع بالتوقيع فيه ويثبت ساعة ودقيقة الحضور وكذلك الحال بالنسبة للانصراف.

طلب المهندس من الموظف المسئول عن دفتري الحضور والانصراف التوقيع مكانه، وبعدما وافق الأخير أنهى المهندس حياة زوجته بطعنات متفرقة بالجسد.

بلاغ من الخادمة لأجهزة الأمن بالعثور على الزوجة مقتولة داخل شقتها الفاخرة في إحدى العمارات الشاهقة أمام حديقة الحيوان، حيث فوجئت الخادمة عند عودتها عقب شراء بعض احتياجات ومتطلبات المنزل بها غارقة في دمائها، وهو ما قررته بالتحقيقات أنها لا تعلم شيئا عن الجريمة أو دوافعها أو الجاني، إذ وقعت في غيبتها، وأضافت أن باب الشقة كان مفتوحا على غير العادة وأنها صرخت مستغيثة بمجرد رؤيتها هذا المشهد البشع الذي ما كان يخطر لها ببال أو يجول لها بحسبان.

بانتقال الشرطة فور إبلاغ أحد الجيران بالحادث ومعاينة مسرح الجريمة تبين أنها مصابة بعدة طعنات نافذة إلى صدرها وقلبها، وما أثار الغرابة أنه بتفتيش دولاب ملابسها تبين أن مصوغاتها ومجوهراتها لم تمسسها يد ولم تتعرض للسرقة حتى أساورها الذهبية ودبلة الزاج وخاتم ثمين من الماس كان في يدها، كما أنه لم يتبين سرقة أي من محتويات الشقة مما رجح أن جريمة القتل لم تكن بقصد السرقة.

أصابع الاتهام أشارت إلى الزوج، وكشفت التحريات عن وجود علاقة آثمة بين الزوج وسيدة أخرى (سلوى).

بمواجهة الزوج أنكر صلته بالواقعة وأنه كان في العمل وقت وقوعها، باطلاع وكيل النيابة المحقق على دفتر الحضور والانصراف تبين أنه حضر ووقع الساعة الثامنة والدقيقة الرابعة وأنه انصرف ووقع فور علمه بالحادث الساعة الواحدة ودقيقتين.

السكين المضبوط في مكان الحادث قد تم رفع البصمات من عليه بمعرفة الأدلة الجنائية وتبين خلوه من أي بصمة وهو ما يؤكد ويفيد أن القاتل إما أنه كان يرتدي "جاونتي" أو تعمد مسح البصمات بعد ارتكاب الواقعة أو ألقى سكينا آخر بعد ان احتفظ بالسكين أداة الجريمة ليضلل العدالة.

لعدم كفاية الأدلة قرر وكيل النيابة الذي حقق القضية بألا وجه لاقامة الدعوى الجنائية قبل المهندس "أي حفظها" وتكلفت الشرطة بالبحث عن القاتل الحقيقي.

يقول "أبو شقة" كان حينها وكيل نيابة بالجيزة: تشاء الأقدار أن يصاب زميلي في اليوم التالي وحصل على إجازة مرضية لمدة شهر، فأحال رئيس النيابة القضية إلي للتصرف وطلب مني أن أعد قرارا في القضية، انتهى بي إلى ضرورة استيفاء التحقيقات للتحقق من عملية دخول وخروج المهندس من بوابة المصنع وقوفا عما إذا كان قد حضر وانصرف في اليوم نفسه الذي وقعت فيه الجريمة.

اطلع أبو شقة على دفتري الحضور والانصراف وتبين منهما توقيع المتهم أمام ساعة الحضور وتوقيعه أيضا أمام ساعة الانصراف، فأمر بعرض المتهم على قسم الأبحاث والتزييف لإجراء مضاهاة بين توقيعه وبين التوقيع المنسوب إليه بدفتري الحضور والانصراف.

كانت المفاجأة لقد أثبت إجراء المضاهاة أن التوقيع المنسوب للمتهم على دفتري الحضور والانصراف ليس توقيعه.

بمواجهة موظف الاستعلامات بالمصنع المسئول عن دفتري الحضور والانصراف في يوم الواقعة، اعترف بأن الخط المنسوب إلى المتهم في الدفترين خطه، مضيفًا أن المتهم هو الذي طلب منه التوقيع بدلًا منه لأنه لن يحضر في هذا اليوم، وأنه لم يكن يعرف أن هناك جريمة سوف ترتكب تحت ستار هذه المجاملة التي قام بها له خاصة وأنه رئيسه بالعمل وله سلطان أدبي عليه.

تم استدعاء المتهم ومواجهته بالدليل الجديد فانهار وسقط على الأرض وأجهش في البكاء.

باستدعاء الخادمة نفت أقوال المتهم وأكدت أنها لم تتصل به في عمله حيث ذكر ذلك في بداية التحقيقات من أنه علم بالحادث من الخادمة وأصرت أنه قد حضر بعد حضور الشرطة بدقائق ولا تعلم من الذي أخبره.

وأصدر المستشار بهاء أبو شقة، وكيل النيابة وقتذاك قرارًا بإحالة المتهم إلى محكمة الجنايات بالقيد والوصف الجديد للتهمة قبله، وانتهت محاكمته وقضي بمعاقبته بالمؤبد.

طعن المهندس على الحكم بالنقض وقبل نقضه وأخلي سبيله تمهيدا لمحاكمته مجددا أمام دائرة أخرى وفي هذه الفترة التي كان فيها طليق السراح تزوج من محبوبته التي ارتكب جريمته وقتل زوجته هياما في حبها وأنجب منها طفلا.

ثم كانت المحاكمة الثانية بعد عدة سنوات وقضت المحكمة فيها بمعاقبته أيضا بالمؤبد، فطعن مرة ثانية وتأيد الحكم.

في السجن التقى المهندس بنصاب أوهمه بالقدرة على الاتصال بالجن وتسخيره، فطلب منه المهندس الاعتراف بقتل الزوجة مقابل منحه أمولا، فوافق النصاب، اعترف كتابيا على نفسه وسلمه للمهندس يعترف فيه بأنه قاتل زوجته وأنه كان على علاقة بها وأنها كانت تحبه حبا جنونيا وتغار عليه من خيالها فصمم على التخلص منها وأن يتخلص من قيودها.

لكن لسوء حظ المهندس العاثر تبين أن النصاب يوم مقتل زوجة المهندس، كان مسجوناً ينفذ عقوبة بالسجن عن إحدى جرائمه.

اقرأ أيضا:

عيادة نهارًا ووكر ليلًا.. حكاية طبيب نساء استغل الفتيات في عمليات الإجهاض

عُثر عليه مذبوحا.. الداخلية تكشف سر العثور على جثة طفل داخل شقة بالقليوبية

صرخة من 10 أمتار فوق الكوبري.. تفاصيل وفاة التيك توكر إسراء روكا

فيديو قد يعجبك: