- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
على مدار الأعوام الثلاثة الماضية ما أكثر الأفلام التي تناولت جائحة كورونا المستجدة وأثرها على الإنسان، كاشفة جوانب وزوايا عدة، نفسية واقتصادية، وخسائر في الأرواح، وفي الأعمال، ملايين الناس خسرت وظائفها، ملايين من كبار السن راحوا ضحية الإهمال، سواء كان ذلك سهواً أو بشكل متعمد، مع ذلك هناك آخرون أظهروا صلابة في التعامل مع تلك الجائحة، صلابة مع أنفسهم، أو في طريقة تعاملهم مع الآخرين ومساندتهم لهم. الكوكب نفسه أخذ راحة وإن لبرهة قصيرة من مصادر انبعاثات التلوث، صحيح أنها لحظة هشة جداً، سرعان ما عاد الإنسان بعدها إلى جشعه، لكن عموما هي لحظة أكسبت البشرية خبرة جديدة، حتى إنها جعلتهم يُعيدون التعرف على هوياتهم.
قبل عدة أيام بأحد الاجتماعات الأون لاين، التقيت بمعلمة من إنجلترا اسمها نيكولا تقوم بالتدريس بالجامعة وأماكن أخرى. دار الحديث بيننا عن الطقس الرمضاني وتغلبي على افتقاد القهوة أثناء نهار رمضان، وظل الحديث يتنقل بنا بين المغرب ومصر والهند ودول عدة بمرح.
فجأة دخل الكادر قط لطيف ملائكي ونام في وداعة على يديها. قالت له: سلم على أمل.. رمقني بنظرة جميلة.. وبينما أتحدث معه، أخبرتني نيكولا أن القط ليس ملكها.. فهي تمارس عملاً إضافياً، في الحقيقة هواية بديعة، إذ تقوم برعاية الحيوانات من قطط أو كلاب لمن يطلب هذه الخدمة، وهى تقدمها بشكل مجاني، لذلك فهذا البيت لا يخصها، إنها تعيش متنقلة أغلب الوقت في بيوت الآخرين لتقوم برعاية حيواناتهم الأليفة. كما أخبرتني أنها دوما تضع ملابس وأشياء احتياطية في سيارتها فإذا ما جاءها طلب مفاجئ برعاية أحد هذه الحيوانات تذهب مباشرة، فقد شيدت لنفسها سمعة جيدة، ترددت في أرجاء لندن كلها، مما أتاح لها السفر في كل مدنها، شمالا وجنوباً، شرقاً وغرباً.
الحديث مع نيكولا ومشاهدتي للصور التي تم التقاطها لها مع هذه الحيوانات الجميلة الرقيقة المشاكسة، المؤكدة على قوة العلاقة بينها وبين تلك المخلوقات الرائعة جعلتني أتذكر فيلما بديعاً شاهدته بمهرجان كارلوفي فاري الدورة ٥٦ الممتدة بين ١-٩ يوليو ٢٠٢٢.
كان الفيلم بعنوان «إغلاق حديقة الحيوانات» (Zoo Lock Down) للمخرج النمساوي «أندرياس هورفات» Andreas Horvath. يتأتي جمال الفيلم من صبر الكاميرا الطويل على تأمل حيوانات حديقة سالزبورغ، والتي نراها تنطلق بحرية وسعادة أثناء فترة كوفيد ١٩ حيث مُنع الجمهور من زيارة الحديقة. دون أن يتخلى عن خياراته الجمالية على مستوى الصوت والصورة يجعلنا المخرج نتأمل معه رقة وذكاء وجمال هذه الحيوانات أثناء روتينها اليومي، أثناء ساعات اللعب والمرح، وأسلوبها في تناول الطعام، بينما فريق الطهاة يُعدون كل شيء، وآخرون من الفرق الطبية يقومون بعملية تلقيح صناعي أنثى وحيد القرن،. لكن للأسف سرعان ما تعود هذه الحيوانات لفقدان حريتها مع عودة الجمهور لزيارتها، وذلك في لمحة كاشفة عن استغلال الإنسان لهذه المخلوقات لتحقيق مكاسب مادية، إذ من باب أولى أن يتم إطلاق سراح مثل الحيوانات في الطبيعة.
كان هذا الفيلم أحد ثلاثة وثائقيات تناولت الأوبئة - اثنتين منها تناولتا الجائحة الأخيرة كورونا التي هددت البشرية، بينما تناول الثالث عدوى الجدري كأحد أخطر أوبئة القرن العشرين والذي يذكرنا بفترة كوفيد ١٩ - والتي تم عرضها جميعاً بمسابقات الدورة الـ56 من مهرجان كارلوفي فاري.
كان الفيلم الثاني عنوانه «مستشفى المُقاطعة» (A Provincial Hospital) من إخراج كل من «إليان ميتيف» Ilian Metev و«إيفان خيرتوف» Ivan Chertov و«زلاتينا تينيفا» Zlatina Teneva، والذي يرصد حالة المرضى والأطباء وطاقم التمريض طوال 70 يوما لم يغادر طوالها فريق العمل المستشفى البلغاري أثناء تفشي جائحة كوفيد ١٩ في ظل ضعف الإمكانيات، ونقص الأجهزة الطبية اللازمة، أو تعطل الأجهزة المهمة التي تهدد حياة المرضى بالخطر.
في عدد من مشاهد الفيلم نرى دانييل الذي يُعاني من فوبيا البقاء في المشفى، مثلما يخاف بشدة أن يموت بين جدرانها، لذلك يسعى بكل طاقته أن يُقنع الطبيب بالسماح له بالخروج على مسؤوليته الخاصة، لكن الطبيب يرفض لأن يُعاني انخفاضاً حاداً في نسبة الأكسجين في دمه، وحالته الصحية في وضع حرج.
أثناء ذلك تدور الحوارات الساخرة بين الطاقم الطبي والمرضى مُشيرة لتفشي الفساد المتسبب الرئيسي في ضعف البنية التحتية والطبية. مثلما يرصد الفيلم ردود الفعل إزاء مَنْ يُغيبهم الموت، فكل يوم هناك أناس تموت وأخرى تتشبث بالحياة، بينما البعض الآخر يفقد الأمل في النجاة. من هنا، تنبع أهمية الفيلم - رغم ابتعاده عن أي جماليات أو اشتغالات بصرية - إذ يُسجل المشاعر المرتبكة إزاء ذلك الصراع اليومي بين الحياة والموت، كاشفاً مدى إنسانية الطبيب وفريقه الذي ظل يقدم الدعم الطبي والنفسي للمرضى المصابين بتوترات عصبية.
إعلان